بسم اللهالرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وْالِلَّهِ لَوْ أَنَّ الْقُلُوْبَ سَلِيْمَةٌ،،
لَتَقَطَّعَتْ أَسَفَا مِنْ الْحِرْمَانِ،،
قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين- رحمه الله- تعالى في شرح هذا البيت من نونية ابن القيم- رحمه الله- :-
أقسَمَ وصدق؛والله لو أنَّ قُلُوبُنا سليمة لتقطَّعتْ أسفاً من الحِرمانِ،
ماأكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها لانستفيدُمنها تذهبْ سَبَه للة والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الثمن،
أغلى منَ الذهب، وأغلىمنَ الفِضة،الذهب والفِضة لوذهبت يأتِي بدلُها شيء
،لكن العُمر والزمن لايأتِيبدلُه شيء إذَا ذهبَذهبْ،مافي رد
(ولن يُؤخِرالله نفساًإذَا جاء أجلُها والله خبيرُ بِماتعملُون)..
(حتىإذَا جاء أحدهُم الموتُ قالَ ربِي ارجعُون لعلِّي أعملُ صالحاًفيمَا تركت كلاَّ)
مافِي رُجُوع
(إنها كَلِمةٌ هو قائِلُهاومن ورائهِم برزخٌ إلى يومِ يُبعثُون)..(لولاَ أخرتني إلى أجلٍ قريب لأصَّدَّقَ وأَكُن منَ الصَّالحِين)..
أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل،اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح،
قُم في آخر الليل ولو نِصفُ ساعة قبل الفجر، ناجيربَّك،ادعُو فإنَّهُتعالى ينزل للسَّماء الدُّنيا يقُول من يدعوني فأستجيب له،من يسألني فأُعطيه،من يستغفرني فأغفرله،
من الذيلايقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعةأمرٌ بسيط جداً،نحن نسأل الله أن يرحمنابرحمته،
لانقومثلث الليل ونصف الليللكن ألا تَرى أن نقوم نصف ساعة فقط!! نذكر اللهفيها,نتوضأ،
نُصليماشاءالله،نوتر،هذاأمر أظنه بسيطٌ جداً.
كذلك أيضاًنجعل حياتنا كُلُّها ذكراًلله،فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتُهُ كُلُّها ذكراًلله،
لأن في كلِّشيء أمامنا آية منآيات الله..آية من آيات الله،فإذا ذكرنا هذا الشيء الذيأمامنا
من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل..ذكرناالله،فيكُون الإنسان دائماًيذكر الله عزَّوجل
ِبما يُشاهده من آيات الله الكونية،بل بما يُشاهد من نفسهوتقلُباته،
القلب الآن أنا أسألُكُم هل قُلوبكم على وَثِرةٍواحدةدائماً؟لا..فيه غفلة أحياناً،فيه إنابة أحياناً
فيه تذكر أحياناً،فيه حياة بينةأحياناً،أحياناً يحي قلبك حياةً تتمتع بها مدة منالزمن تذْكُرها،
ربما تتذكرحالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّوجل مُصليا ساجِداً من قبلثلاثين سنة أو أكثرحسَبَ
عُمر الأنسان، لأنها أثَّرت في القلب فمثل هذه الأشياء ينبغيأننستغلها،
ينبغي أن نستغلها وأن لانغفل فالغفلة موت،قسوة للقلب وموت للقلبيقول....
وْالِلَّهِ لَوْ أَنَّ الْقُلُوْبَ سَلِيْمَةٌ،،لَتَقَطَّعَتْ أَسَفَا مِنْالْحِرْمَانِ،،
حُزناً تتقطع من حرمانه لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا، وصدق القُلوب سكرى،
بل لحُب حياتها الدُّنيا تسعى للدُّنيا أولاً وآخراً،ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيايستيقظ
وهو يُفكر في الدُّنيا،نعم..ومتى تفيق؟قال: وسوف تفيقُ بعد زمانمتى؟عندالموت يفيقالإنسان،
يقولليتني فعلت.. ليتني فعلت..وأشدُّ من ذلك إفاقة إذا كانيوم القيامة
(ويوم يعضُ الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذتُ مع الرسُول سبيلاً ياويلتَى ليتني لم اتخذ فُلاناً خليلا لقد أضلني عنالذكربعد إذجاءني)
وقالالله تعالى
وكانَ الشَّيطانللإنسان خذُولاً)
أو يقولها قائل نفسَ الذي عضَ عليه يقول:
(وكان الشيطان للإنسان خذولاً)
وهناك لاينفع الندم عندالموت، لاينفعالندم،
أسألُ الله تعالى بِاسمائِهوصِفاته أن يجعلني وإياكم ممن يغتنم الأوقاتبالأعمال الصالحة
وأن يثبتنا عندالممات وبعد الممات وفي يوم يجعل الولدان شيباً إنهُ جوادٌكريم
.
.